شيب الشعر هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، ولكن هناك اعتقاد شائع بأن التوتر والخوف يمكن أن يسببان تحول الشعر إلى اللون الأبيض أو الرمادي في سن مبكرة. لتوضيح هذه الظاهرة، سنتناول العلاقة بين التوتر والمشاعر السلبية (مثل الخوف والحزن) وبين تغير لون الشعر بناءً على الأدلة العلمية الحديثة.
كيف يتكون لون الشعر؟
لون الشعر يتحدد بوجود الصبغة المعروفة بـالميلانين، والتي تنتجها خلايا متخصصة تُسمى الخلايا الميلانينية (Melanocytes). يوجد نوعان رئيسيان من الميلانين:
- اليوميلانين: يعطي اللون البني والأسود.
- الفوميلانين: يعطي اللون الأحمر والأشقر.
مع تقدم العمر، يقل إنتاج الميلانين بشكل طبيعي، ممّا يؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي أو الأبيض أو ما يسمى بشيب الشعر. ولكن، السؤال هو: هل يمكن أن يحدث هذا الأمر بسبب التوتر أو العواطف القوية؟
تأثير التوتر على الشعر
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك علاقة بين التوتر وفقدان الصبغة في الشعر. وقد أظهرت بعض الدراسات أن التوتر يمكن أن يسرع عملية شيب الشعر، لكنه لا يحدث بشكل فوري كما قد يعتقد البعض.
1. الدراسات العلمية:
- في دراسة أجرتها جامعة هارفارد ونُشرت في مجلة “Nature” عام 2020، وجد الباحثون أن التوتر الحاد يمكن أن يسبب ضرراً للخلايا الميلانينية في بصيلات الشعر. وأظهرت الدراسة التي أُجريت على الفئران أن التوتر يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الودي، الذي يُحفز إفراز مادة “النورأدرينالين”، ممّا يسبب تلفاً في الخلايا المسؤولة عن إنتاج الصبغة.
- دراسة أخرى من جامعة كولومبيا عام 2021 وجدت أن هناك ارتباطاً بين فترات التوتر الطويلة وفقدان الميلانين في بصيلات الشعر لدى البشر. وأشارت الدراسة إلى أن التعرض المستمر للتوتر يمكن أن يؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي بشكل أسرع.
2. كيف يؤثر التوتر على الشعر؟
هناك عدة طرق يمكن أن يؤثر بها التوتر على الشعر:
- إجهاد الخلايا الميلانينية:. التوتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى تدهور خلايا الميلانين بشكل أسرع.
- التساقط الكربي (Telogen Effluvium):. يمكن أن يؤدي التوتر الشديد إلى حدوث اضطراب في دورة نمو الشعر، ممّا يتسبب في تساقط الشعر بكميات كبيرة. الشعر الذي ينمو مجدداً قد يكون أقل تصبغاً.
تأثير العواطف القوية مثل الخوف والحزن
1. الخوف وشيب الشعر المفاجئ:
هناك قصص تاريخية تتحدث عن أشخاص تحول شعرهم إلى اللون الأبيض بشكل مفاجئ بعد تعرضهم لخوف شديد. إحدى هذه القصص، قصة ماري أنطوانيت قبل إعدامها. على الرغم من أن هذه القصص قد تكون مبالغاً فيها، إلا أن العلماء يعتقدون أن هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى فقدان سريع للصبغة بسبب التأثير الفسيولوجي القوي للخوف على الجسم.
2. الحزن وشيب الشعر المبكر:
الحزن الشديد والمستمر يمكن أن يكون له تأثير مشابه للتوتر على الجسم. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الحزن يمكن أن يسبب زيادة في إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ممّا قد يؤدي إلى تلف الخلايا الميلانينية وتسريع ظهور الشيب.
العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى الشيب المبكر للشعر
إلى جانب التوتر والعواطف القوية، هناك عوامل أخرى قد تساهم في الشيب المبكر، منها:
- العوامل الوراثية: إذا كان أحد الوالدين أو الأجداد قد أصيب بالشيب في سن مبكرة، فقد تكون لديك احتمالية أكبر للإصابة بالشيب.
- التدخين: تشير الأبحاث إلى أن التدخين يمكن أن يسبب ضرراً للأوعية الدموية التي تغذي بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى فقدان الميلانين.
- نقص الفيتامينات: نقص فيتامينات معينة مثل فيتامين B12 قد يرتبط بفقدان الصبغة في الشعر.
هل يمكن منع الشيب الناتج عن التوتر؟
لا توجد حالياً طريقة مؤكدة لمنع الشيب بشكل كامل، خاصة إذا كان ناتجاً عن عوامل وراثية. ومع ذلك، قد تساعد بعض الخطوات في تقليل تأثير التوتر على الجسم وبالتالي على الشعر:
- ممارسة التأمل واليوغا: هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات يمكن أن يحسن من صحة الشعر.
- التوقف عن التدخين: الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تحسين صحة الشعر.
الخلاصة
في حين أن الشيب هو عملية طبيعية تحدث مع تقدم العمر، تشير الأدلة العلمية إلى أن التوتر، الخوف، والحزن يمكن أن يسهموا في تسريع هذه العملية. ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة ليست واضحة لدى الجميع وتعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوراثة والنمط الحياتي.
أقرأ عن أسهل تمارين لشد البطن في المنزل: دليلك لتحقيق بطن مسطح ومشدود
