تساقط الشعر من الظواهر الطبيعية التي يمر بها الجميع يوميًا، وهو جزء من دورة حياة الشعر حيث ينمو، ويستقر، ثم يتساقط ليُفسح المجال لشعر جديد. ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يصبح تساقط الشعر مشكلة مزعجة ومؤشرًا على وجود خلل صحي أو نقص غذائي. لذا، فإن التمييز بين التساقط الطبيعي والتساقط الذي يدعو للقلق يُعتبر خطوة أساسية للحفاظ على صحة الشعر وعلاج أي مشكلة مبكرًا.
التساقط الطبيعي للشعر
من الطبيعي أن نفقد كمية معينة من الشعر يوميًا، حيث أن فروة الرأس تحتوي على حوالي 100,000 بصيلة شعر، وكل شعرة تمر بثلاث مراحل رئيسية:
- مرحلة النمو (Anagen): حيث تنمو الشعرة لمدة تتراوح بين سنتين و6 سنوات.
- مرحلة الانتقال (Catagen): تستمر لبضعة أسابيع، حيث يتوقف نمو الشعرة.
- مرحلة الراحة (Telogen): تسقط فيها الشعرة وتفسح المجال لنمو شعرة جديدة.
- كمية التساقط الطبيعي: عادة ما يتساقط الإنسان من 50 إلى 100 شعرة يوميًا. هذا الرقم قد يزيد قليلاً أثناء تسريح الشعر أو غسله.
- الأسباب الطبيعية للتساقط المؤقت:
- تغيير المواسم، خاصة في الخريف والربيع.
- غسل الشعر بشكل مفرط أو قوي.
- التوتر أو الضغط النفسي المؤقت.
إذا كان التساقط ضمن هذه الحدود الطبيعية ولا يصاحبه ترقق في الشعر أو ظهور بقع فارغة، فلا داعي للقلق.
التساقط الذي يجب أن يقلقك
عندما يتجاوز تساقط الشعر الحد الطبيعي ويبدأ الشعر في الترقق أو تظهر فراغات في فروة الرأس، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة أكبر. فيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى أنه يحتاج إلى انتباه:
1. تساقط كتل كبيرة من الشعر:
إذا لاحظت تساقط كميات كبيرة من الشعر عند تمشيطه أو أثناء الاستحمام بشكل متكرر، فقد تكون هذه علامة على وجود خلل يحتاج إلى فحص.
2. ظهور بقع صلعاء:
إذا ظهرت بقع فارغة في فروة الرأس، فقد يكون ذلك نتيجة حالات مرضية مثل الثعلبة البقعية أو صدمات فروة الرأس.
3. ترقق الشعر بشكل ملحوظ:
إذا بدا شعرك أرق من المعتاد أو لاحظت انكشاف فروة الرأس بشكل واضح، فقد تكون هناك مشكلة مثل التساقط الوراثي أو اضطرابات هرمونية.
4. تساقط الشعر غير المتساوي:
إذا كان التساقط يحدث في مناطق معينة فقط بدلاً من جميع أنحاء الرأس، فقد يكون ذلك بسبب حالة مرضية أو إصابة فروة الرأس.
5. وجود أعراض مرافقة:
- إذا كان التساقط مصحوبًا بحكة شديدة، قشرة، أو التهاب في فروة الرأس.
- إذا شعرت بتغيرات في صحة أظافرك أو جلدك، فقد يشير ذلك إلى نقص غذائي أو مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.
أسباب تساقط الشعر المرضي
- التوتر والإجهاد المزمن: الإجهاد البدني أو النفسي يؤدي إلى دخول الشعر في مرحلة الراحة (Telogen) مبكرًا، ممّا يزيد من معدل التساقط.
- التغيرات الهرمونية: مثل الحمل، الولادة، انقطاع الطمث، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- الأمراض المزمنة:
- الثعلبة البقعية (Alopecia Areata).
- تساقط الشعر الوراثي (Androgenic Alopecia).
- النظام الغذائي غير المتوازن: نقص الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك وفيتامين د.
- استخدام منتجات غير مناسبة: التعرض للمواد الكيميائية القاسية في الصبغات أو منتجات الشعر.
- تناول أدوية معينة: مثل أدوية السرطان، مضادات الاكتئاب، أو أدوية ضغط الدم.
- الإصابات بفروة الرأس: الالتهابات أو الأمراض الجلدية مثل الصدفية أو العدوى الفطرية.
متى تزور الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب إذا لاحظت:
- تساقطًا مفاجئًا وغير مبرر للشعر.
- ظهور بقع صلعاء أو ترقق ملحوظ.
- أعراضًا مرافقة مثل الحكة الشديدة أو الألم في فروة الرأس.
- التساقط مع فقدان وزن غير مبرر أو إرهاق مستمر.
كيفية التعامل مع تساقط الشعر
1. تحسين النظام الغذائي:
تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل:
- الحديد: في اللحوم الحمراء والخضروات الورقية.
- الزنك: في المكسرات والبذور.
- البيوتين: في البيض والبقوليات.
2. تجنب التوتر:
مارس تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل لتقليل تأثير التوتر على الجسم.
3. استخدام منتجات مناسبة:
اختر شامبو وبلسم خاليين من الكبريتات والكحول. تجنب المنتجات الكيميائية القوية.
4. استشارة طبيب متخصص:
- قد يوصي الطبيب بأدوية مثل المينوكسيديل أو حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) لعلاج التساقط.
الخلاصة
تساقط الشعر يمكن أن يكون طبيعيًا في كثير من الحالات، لكنه قد يكون علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام. معرفة الفرق بين التساقط الطبيعي والتساقط الخطير أمر مهم للحفاظ على صحة الشعر والتعامل مع أي مشكلة في وقت مبكر. إذا شعرت بالقلق بشأن تساقط شعرك، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب. تذكر أن العناية بالشعر تبدأ من الداخل من خلال تغذية الجسم ورعاية صحة فروة الرأس.
أقرأ المزيد عن:
أنواع تقصف الشعر وكيفية علاجه بطرق طبيعية وآمنة
